جاك بومبيو وتنفيذ صفقة ترامب ..!

جاك بومبيو وتنفيذ صفقة ترامب ..!

  • جاك بومبيو وتنفيذ صفقة ترامب ..!

اخرى قبل 4 سنة

جاك بومبيو وتنفيذ صفقة ترامب ..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس

وصل الاربعاء13/5/2020 وزير خارجية الولايات المتحدة الى فلسطين المحتلةفي زيارة قصيرة، قبل يوم واحد من تنصيب الحكومة الإتلافية في (اسرائيل) ، وقد اجتمع الى رأسي الحكومة (نتن ياهو وغانتس ) كل على إنفراد وتناول الحديث معهم بشأن مجمل العلاقات الثنائية وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة الشرق اوسطية حسب تعريفهم، يعتقد بعض المراقبين ان (موضوع العلاقات الصينية الإسرائيلية) المتنامية والمتطورة يمثل ملفا رئيسيا في تلك المباحثات حيث تتحسس الإدارة الامريكية من هذا التطور السريع بينهما في مجالات عدة ، تعدُ استراتيجية مثل ادارة ميناء حيفا ومن ثم بناء محطة تحلية مياه كبرى بكلفة تبلغ حوالى خمسة مليارات من الدولارات ...الخ من المشاريع المشتركة بين الصين والمستعمرة الإسرائيلية، ما من شأنه ان يقلق الولايات المتحدة في ظل صراعها وتنافسها التجاري مع جمهورية الصين الشعبية ، رغم اهمية هذة المواضيع الثنائية يبقى الموضوع الأهم و هو موضوع توقيت الإعلان عن تنفيذ (صفقة القرن) فقد استبق زيارة بومبيو من الجانب الامريكي الإعلان عن ضرورة موافقة الطرف الفلسطيني عليها حتى يشرعُ في تنفيذها ، وكأن هذا التصريح يستهدف تليين الموقف الفلسطيني خاصة والعربي عامة من موضوع رفض الصفقة ، وامتصاص رد الفعل العربي والفلسطيني والدولي من مسالة الإعلان عن نية ضم المستوطنات وضم اراضي الاغوار ومنطقة شمال البحر الميت في تموز يوليو القادم والتي تم اعداد خرائطها من قبل لجان امريكية اسرائيلية مشتركة، ويعتزم الطرفان على الشروع في تنفيذها بعد اسابيع قليلة كما كان معلنا ، لكن يبدو ان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وما ستتركه ازمة جائحة كورونا على مختلف دول العالم وعلى الولايات المتحدة نفسها و خاصة على المستقبل السياسي للرئيس دونالد ترامب الذي سيتحدد في في الإنتخابات المزمع عقدها في نوفبر القادم في ظل تدني شعبيته وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل والتي زادت عن نسبة 15% وهي نسبة غير مسبوقة ما يعني ان أكثر من ثلاثين مليونا قد فقدوا وظائفهم في الولايات المتحدة ، كل هذة التطورات قد تكون سببا ومدعاة للتريث في تتفيذ صفقة القرن بعض الوقت ولربما الى ما بعد الإنتخابات الأمريكية حتى لاتكون انعكاساتها سلبية على فرص نجاح الرئيس ترامب ، لكن هذا لا يعني تخليه وإدارته عن عطاءاته التي تضمنتها (صفقة القرن للمستعمرة ) لأنها لم يسبق لإدارة امريكية ان تقدمت بمثل هذا الحجم من المنح والعطاءات السخية للمستعمرة ، هذا يذكرني بزيارة مماثلة لجون كيري وزير الخارحية السابق في عهد الرئيس اوباما في14/5/2014 اي قبل ست سنوات من الآن بالضبط ، كان سيقدم( لإسرائيل) صفقة مغرية جدًا يعتقد أنها لا يمكن أن ترفضها بسهولة، وهي إقامة تحالف عربي أميركي إسرائيلي ضد إيران، وفتنة سنية شيعية ، وتغيير «مبادرة السلام العربيّة» لكي تصبح مبادرة «إسرائيليّة»، تبدأ بإستعداد العرب لتطبيع العلاقات معها والموافقة على مبدأ تبادل الأراضي، وما يعنيه ذلك من شرعنة للاستيطان ولتقسيم القدس والضفة الغربية، وتنتهي بالإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وترتيبات أمنية كاملة لإسرائيل، وتوقيع معاهدة سلام عربية - إسرائيلية ،إلا ان العقبة الكأداء التي حالت دون نجاح جهود كيري آنذاك أن إسرائيل، بالرغم من تلك الاغراءات الهائلة المقدمة لها من طرف ادارة اوباما لم تقبل بتلك الصفقة، لأنها كانت تعتقد أن بإمكانها الحصول في المستقبل بعد استمرار تداعيات «الربيع العربي» على صفقة أفضل منها، بالفعل جاءت صفقة ترامب ومنحه وعطاياه اكثر بكثير مما كان قد عرض عليها ، فهي ومعها ادارة ترامب متمسكون بالصفقة رغم الرفض الفلسطيني والعربي والدولي لها ، بالتالي على الجميع فلسطينيون وعربا وغيرهم ان لا ينخدعوا من تكتيكات جاك بمبيو ورئيسه في شأن الإعلان الذي تضمن ضرورة موافقة الطرف الفلسطيني على الصفقة حتى يجري تنفيذها ، لذا مهما يطرأ من تعديلات على توقيتات الإعلان عن الضم الذي هو في الواقع قد جرى فعلا على ارض الواقع فيما يتعلق بالقدس وتطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات.. وضم مساحات واسعة من الاراضي تحت حجج امنية وعسكرية.. فلا بد من المحافظة على المواقف الرافضة لصفقة القرن وما تضمنته حتى لو تأخر الإعلان عن بدء تنفيذها واشتراط الموافقة الفلسطينية عليها ، حتى يتم التخلي عنها رسميا من طرف ادارة الولايات المتحدة...!

د. عبدالرحيم جاموس

عضو المحلس الوطني

 

التعليقات على خبر: جاك بومبيو وتنفيذ صفقة ترامب ..!

حمل التطبيق الأن